السبت، 16 مايو 2009

الشحـــاته والتســول بقــوا مهنـــة مـن لا مهنـــة لـه

ِ
الشحاتة والتسول ظاهرة أستطاعت أن تفرض نفسها بقوة فى الشارع المصرى . واذا أردنا التحدث عن هذة الظاهرة وعن من يمارسونها فنحن نتحدث عن جزء من المجتمع وطالما أنها جزء من المجتمع فوجودها أصبح خطير على المجتمع ككل . كما أنها تعكس صورة غير متحضرة عن مجتمعنا المصرى . وللأسف أصبحت تزيد فى كل يوم عما قبله ففيما مضى كان المتسول رجل او امرأة عجوز تلبس ملابس مهلهلة قديمة ووجهها او وجه يصرخ من المعناة وكانت الكلمة السائدة وقتها هى
لله يا بيه او حسنة قليلة تمنع بلاوى كتيرة . والله يكرمك يا فاعل الخير والثواب
وكنا وقتها نسرع ونعطيه ما فيه النصيب . وكأن الدعوة من المتسول لها قدر كبير من الاستجابة والان ومع تقدم المجتمع أصبح التسول أساليب وأشكال جديدة ومتطورة ولها مبادىء وعلم كبير كالفن والديكور . فهناك أشخاصا من أصحاب هذة المهنة أستطاعوا أن يصلوا الى درجة الاحتراف ومن وقت لأخر يضيفوا أشكالا لهذة المهنة التى أصبحت تضم الكثير من فئات المجتمع .
وأصبحنا نرى العديد من الاشكال والاساليب التى بها تقشعر الابدان ومن اسوءها مستغلى الاعاقة فى عملية التسول وكأنها سلعة للتجارة وبالطبع تتحول الى شكل يقطعوا به القلوب . فأنا وانت وكل من حولنا نرى الكثير من الاشخاص الفاقدين للأيدى والاقدام او أن يكونوا مصابين بأعاقة ذهنية او جسمانيه وهم يقومون بأداء الشحاذة والتسول . وأصبحت هذة المناظر عادية فى المجتمع المصرى من كثرة ما نراه من مشاهد تثير القلوب وتشعرها بالألم والعجز أمام المعناة والمأسى التى ترونها فى كل يوم فى كل شبر فى اى شارع تسيروا فيه ... وأيضا هناك مشهد كثيرا ما نراه وهو عندما نرى رجلا كبير يرتدى جلباب أبيض بأحدى يديه كيسا منه مملوء بالدماء بحيث يصل الى الناس صورة انه مريض وغير قادر على العلاج وكأنه لا توجد طريقة لكسب المال الا عن طريق التجارة بالمرض او الاعاقة وهما من اسوء مظاهر التسول وأيضا لن ننسى أن نضيف اليهما المأساة الكبرى وهى تلك المرأة التى تحمل على ذراعيها طفلا وتبدا بالكلام انها ارملة وأن زوجها عاجز وغير قادرا على العمل وانها مجبرة على مد يديها حتى تعول زوجها وطفلها ... هل حقيقى أغلقت جميع الابواب للعمل ولم يتبقى الا باب الشحاذة والتسول . ام انها مهنة سهلة وتجنى عائدا ماديا مجزيا .. فنحن نرى أيضا أطفالا يحملون أيات قرأنية او ورقا مطبوعا عليها حكاية من المأسى التى يريد أن يشعرنا بها هؤلاء الاطفال بأنه يعول اسرته وان والده عاجز او متوفى وايضا نراهم جالسين فى الشوارع والميادين او بجوار المحلات وأمامهم أكياس المناديل ويحملون كتابا او كراسة وكأن الطفل الذى يعانى من الظروف المادية الصعبة يكافح ليتحدى هذة الظروف كى يواجه مصاريف تعليمه وأعالة اسرته وكلها اشكال تصيبنا جميعا بالألم وأى انسان يرى فى اليوم الواحد اكثر من عشرين او ثلاثين حالة من هذة الحالات بماذا يشعر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يشعر بأن أكثر من ربع الشعب المصرى يتسولون ......
وبالطبع سيرمى بالتهم على المسئولين الكبار ويقول بأنهم السبب فى معاناة هؤلاء الناس ولكن ليس وحدهم هؤلاء المسئولين من تسببوا فى هذا ... فنحن كلنا تسببنا فى هذا . فليست هذة الظاهرة ناتجة فقط من الفقر الذى يشعر به الناس ولكن هناك الكثير من الجمعيات الخيرية التى تعول من لا يستطيع ان يعول نفسه
فالشعب المصرى وبرغم كل ما يعانيه فهو شعب طيب ودائم التصدق والزكاة وليس على الانسان أن يدعى على نفسه ما ليس فيه بأدعائه هذة الحكايات لكسب المال فالمحتاجين الحقيقين هم الذين لديهم عزة نفس تمنعهم من مد ايديهم للناس وأيضا معظم من نراهم يزوالون مهنة التسول أشخاصا بصحة جيدة ويستطيعون أن يعملوا أى عمل الا مد الايدى . فكيف نشجعهم على مزوالة الشحاذة وهم قادرين على العمل .
فأنا أضيف ان هذة الظاهرة لابد لها من مواجهة لأنها تعكس شكل المجتمع ككل وبرغم ما تخفيه البيوت ورائها من أسرار ومشاكل أسرية واجتماعية منها الاقتصادى والاخلاقى . فمن منا ليس لديه مشكلة او ظروف قاسية تدفعه الى الجنون احيانا ولكن ليس من الضرورى ان كل من يواجه مشكله مادية لا يكون أمامه طريق لحلها الا هكذا بمد الايدى . فأولى له ان يعمل اى عمل أفضل من ان يكون متسولا وان يراه المجتمع كله مجرد متسول او شحاذ فأكرم له أن يبتعد عن هذة المهنة ولكن فى نفس الوقت أن هذة المشكلة وجد لها حل لنظرة المجتمع . فهناك ألان العديد من الفتيات يرتدين نقابا يخفى وجوهن حتى لا يعرفهن أحد . فهل هذا يصلح أو ينفع وليس هؤلاء الناس من اولياء الناس الصالحين كى تكون أبواب السماء مفتوحة لهم طوال الوقت حتى نعطيهم الصدقة كى نستفيد من الدعاء .
فأنت بذلك لا ترى أنك تطمع أناسا كثيرة بمزوالة هذة المهنة . ولكن يجب عليك اولا عندما تريد ان تتصدق او تعطى الزكاة أن تعطيها لمن يستحق وهو ذلك الشخص الذى تعرفه عن قرب وتدرى بظروفه . لانه بذلك كل شخص يعطى من يستحق وهم الاقربون .
فأنا ادعو الله ان تكتفى الناس بما لديهم من مأسى ولا تحمل الذين لايعرفونهم بمأسيهم وأن تصبح هذة المأسى وسيلة من وسائل الربح وجنى الاموال فيجب علينا مواجهة هذة الظاهرة التى تجتاح شوارع البلاد وتؤثر علينا بشكل أو بأخر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق